ازدادت حدة النقاش مؤخرا على موضوع اللاعبين الذين بإمكانهم تسديد ضربات البداية أو ما يعرف ب “درايف” لمسافات طويلة تبلغ 350 ياردة، اد أن الجهات المنظمة للعبة وهي اتحاد الغولف بالولايات المتحدة و ار اند اي في بريطانيا بدأت منذ وقت في دراسة الموضوع والتوجه نحو فرض بعض التعديلات على طول المضارب وكذلك قواعد اللعبة للحد من تفشي هذه الظاهرة التي يخشى أنها ستؤثر سلبا على اللعبة.
وترجع مسالة النقاش حول المسافة الكبيرة لتسديد الكرة والتي يمكن لبعض اللاعبين تنفيذها إلى سنوات عديدة، لكن الحدة اشتدت بشكل كبير مؤخرا بعد تمكن بعض اللاعبين أمثال بريسون ديشامبو ودستن جونسون من تسديد الكرة لمسافة 350 ياردة أو أكثر، هذه القدرة ترجع لتطور ادوات الغولف مثل المضارب والكرات كما ترجع لتأقلم اللاعبين مع الرياضة وتطورها.
لذلك بدأت لجنة مشتركة بين الهيئات المنظمة للرياضة في السنوات الاخيرة بالعمل على إيجاد تدابير وحلول للحد من تأثير هذه الظاهرة على اللعبة، وقد أعلنت نتائج هذا العمل في الثاني من الشهر الجاري وجاءت توصيات اللجنة لتقنين ضرب الكرة لمسافات طويلة في نقطتين:
- المقترح الأول يتعلق بتقنين طول المضارب بحيث لا يتجاوز طول المضرب 46 بوصة، وكذلك ظروف اختبارت كرات المضرب من قبل الشركات المصنعة لها.
- المقترح الثاني يتعلق باتاحة الفرصة للجان المحلية المنظمة للبطولات بفرض شروط وقواعد محلية متعلقة بالبطولة للحد من الزيادة في المسافات.
وسيتم مناقشة هذه المقترحات والاستماع الى كل المنخرطين في اللعبة من لاعبين وهيئات ونوادي وكذا الشركات المصنعة للادوات الرياضية للغولف بغرض الوصول الى نتيجة قد ترضي الجميع ولا تخلق مشاكل.
وقد ابدى بعض اللاعبين ارائهم في هذه الاقتراحات، فهناك من يقول أنها لن تكون مجدية للغاية وسيجد اللاعبون طرقا للتغلب عليها، ويرى البعض الآخر أن أفضل الطرق هي اعادة هيكلة الملاعب بشكل ممنهج من خلال تقليل مساحة الممرات ووضع المطبات بحيث تشكل عائقا للذين يحاولون ضرب الكرة لمسافة بعيدة.
فمن جهته قال سمبسون انه غير متفق مع تنفيذ هذه التعديلات حيث انها لن تأتي ثمارها وسيجد اللاعبون وسائل للتغلب عليها، وقال انه يتعين النظر في تغيير شكل الملاعب حيث تكون أصعب للذين يسددون الكرة لمسافات بعيدة بينما اللاعبين القادرين على تسديد الكرة بدقة يستفيدون من التعديلات وبهذا نكون قد مزجنا بين القدرة على تسديد الكرة بعيدا والموهبة في تسديد ضربات دقيقة ومركزة.
من جهته أكد ماكلروي انه غير متفق بالمرة مع هذا المشروع من أساسه وأنه فقط مضيعة للموارد والأموال من قبل الهيئات المشرفة عليه، حيث يرى أن هذه الموارد والأموال كان من الأجدر استخدامها لتطوير اللعبة وجلب عينة اكثر من الناشئين لممارسة اللعبة، فبالنسبة له مثل هذه التعديلات في القوانين والتي يتم مناقشتها لا تؤثر إلا في 0.01 في المئة من مجموع الذين يمارسون رياضة الغولف وهم المحترفون وبالتالي فإن الرياضة لن تجني اي منفعة بشكل عام، ويرى انه من الافضل تخصيص شروط محلية في بطولات المحترفين بحيث تعمل الهيئات التنظيمية على خلق بيئة تنافسية لجميع المحترفين.
ومن جهة اخرى يرى البعض ان لعبة الغولف ستفقد الكثير من شعبيتها إذا ما استمرت قدرة بعض اللاعبين في ضرب الكرة لمسافة ابعد، فهذا سيؤثر على تنافسية اغلب اللاعبين وبالتالي تنافسية الرياضة و شعبيتها بشكل كبير، وهذا ما تسعى الجهات المنظمة للعبة لتفاديه من خلال مقترحات القوانين الجديدة والتي ستتجلى في الأشهر القادمة.