أحد الأسئلة الأكثر شيوعا والتي يطرحها اغلب محبي لعبة الغولف هي: كيف تصبح لاعب غولف محترف؟
الاجابة على هذا السؤال يمكن أن تختلف من بلد لآخر، لكن وللتلخيص هناك مساران يمكن اتباعهما لتصبح لاعب غولف محترف:
الحصول على بطاقة جولة المحترفين من خلال مدرسة تأهيلية متعددة المراحل.
إكمال برنامج PGA Trainee
يتطلب كلا الخيارين قدرات استثنائية في لعب لعبة الغولف، لذا فإن الغرض من هذا المنشور ليس في تعليم الغولف وإنما هو التعمق في التدريب والبيئة المطلوبة لتصبح لاعب غولف محترف.
أولا، دعنا نلقي نظرة على عناصر التدريب المطلوبة للوصول إلى “المستوى الاحترافي”. لنفترض أن المعادلة الأساسية لمكونات التدريب المطلوب هي:
خبرة البطولات + الممارسة المستمرة + التدريب × الوقت = لاعب غولف على مستوى المحترفين
دعونا إذا نتعمق في العناصر المكونة للمعادلة.
خبرة البطولات
خبرة الطولات من العناصر الأساسية في السعي لتصبح لاعب غولف محترف، فلاعب الجولات الاحترافية مع بطاقة كاملة يمكن أن يلعب في المتوسط 25 بطولة متعددة الجولات في السنة، وهذا يعتبر كما هائلا من لعب الغولف في سنة واحدة بدون مبالغة.
فالأسبوع الإعتيادي للاعبي الجولات الاحترافية يبدو كالتالي: الإثنين راحة أو سفر، الثلاثاء والأربعاء جولة تدريبية من 18 حفرة، الخميس والجمعة والسبت والأحد الجولات الأربعة للبطولة. هذا يعني أنه في حالة أن اللاعب تجاوز القص في كل البطولات فسيلعب 100 جولة، 25 بطولة × 4 جولات = 100 جولة، وإذا ما احتسبنا الجولات التدريبية يومي الثلاثاء والأربعاء فهناك احتمال أن يلعب 150 جولة غولف في السنة. هذا معناه أن اللاعب ينافس في مئة جولة في ظروف البطولة التنافسية، أو ما يطلق عليه بستروك بلاي.
من أهم العوامل التي تساعد على تطوير أداء لاعب الغولف المحترف هي المنافسة في ظروف البطولات وهذه واحدة من أكبر الثغرات التي تحتاج إلى التغلب عليها إذا ما أردت تطوير الأداء، أي إيجاد الفرص المناسبة للمنافسة في البطولات. فبغض النظر عن مؤهلات اللاعب، إذا لعب هذه الكم الكبير من المباريات على مستوى البطولات التنافسية فستتحسن مهاراته في لعبة الغولف دون أي تدريب أو مساعدة خارجية، حيث أن معظم لاعبي الغولف بارعون في التكيف وسرعان ما (أو حتى ببطء) يكتشفون الضبط الدقيق الذي يحتاجون إليه للسيطرة على الكرة في كل أرجاء الملعب وينفذون تسديدات بشكل أفضل. إذا فكمية البطولات التي تلعبها يشكل عاملا أساسيا في تطوير الأداء.
كذلك تتمثل إحدى القدرات المهمة للمحترفين في قدرتهم على تحديد وتنفيذ خططهم في اللعب كل أسبوع في ملعب غولف مختلف أو جديد، الخطة تتكون مما يلي: اكتشاف الملعب، رسم خطة للعب، اختبار الخطة وفي النهاية تنفيذها في ظروف البطولة مع تكرار كل هذا بشكل أسبوعي لأسابيع متتالية على مذى جولات الموسم. لذلك إذا كنت تتطلع إلى أن تصبح لاعب غولف محترف، فعليك زيادة عدد البطولات التي تلعب فيها بجدية وتنافسية، أما لعب جولتين مع الأصدقاء كل في كل أسبوع في ناديك المحلي فلن يساعدك أبدا على التمكن من أداء احترافي.
الممارسة المستمرة
السؤال الذي يطرح كثيرا أيضا هو ما مقدار الممارسة التي يجب أن أقوم بها؟ أجاب السير نيك فالدو ذات مرة على هذا السؤال بقوله: “إذا كان عليك طرح هذا السؤال فلن تتمكن من النجاح أبدا”، بما معناه أنه يجب عليك القيام بكل ما يتطلبه الأمر للنجاح. هذه بالتأكيد ملاحظة قوية لكن السؤال يضل مشروعا خاصة إذا كنت لا تعرف.
المبدأ التوجيهي الذي ينصح به اللاعبون هو القيام بأكثر من 40 ساعة من الأنشطة المتعلقة بالغولف في الأسبوع. يمكن تقسيم الأربعين ساعة على النحو التالي: 12 ساعة ممارسة الغولف على الملعب، 8 ساعات تدريب على الضربات الطويلة، 8 ساعات تدريب على الضربات القصيرة، 8 ساعات تدريب على وضع الكرة في الحفرة، 4 ساعات من الاستعداد البدني المرتبط بالغولف.
إذا كنت تريد أن تصبح لاعب غولف محترف، فعليك أن تتدرب مثل اللاعب المحترف وتعامل الغولف كوظيفة، اللاعبون المحترفون يعاملون الغولف كالأكسجين. أحد الأمور الرئيسية التي يجب التركيز عليها هي جودة التدريب في 40 ساعة، فمثلا لا يجب عليك الخلط بين التداريب والتركيز على جدول التدريب كذلك لا يجب تضيع الوقت في المتجر أو الممر في الحديث مطولا مع الأخرين أو التحدث مطولا على أخر المسلسلات أو آخر الصيحات.
تتضمن الممارسة المستمرة هذه العناصر: تحديد مهمة يجب تحقيقها، المشاركة الكاملة، واستخدام روتين ما قبل الضربة إذا كان ذلك مناسبا، وتحديد الهدف، والاحتفاظ بالنتائج، واستخلاص العبر.
الممارسة المستمرة صعبة وتتطلب أن يكون لديك دافع جوهري للقيام بذلك. يجب أن تكون بحاجة إلى الاستمتاع بعملية التحسن والتمتع بالتطور العقلي و “الملل” من الممارسة. يستمتع المتابع للغولف بالحديث عن أحدث بطولات جولة المحترفين، والدرايفر الجديد الموجود في السوق، وأحدث زوج من أحذية الجولف، وعرض صوره على وسائل التواصل الاجتماعي. يمكن لهؤلاء التدريب لأربعين ساعة في الأسبوع لكن التدريب لن يعطي نتيجة كبيرة لأنه غير ممنهج ويفتقد الهدف.
التدريب
يعد التدريب عنصرًا مهمًا في سعيك لأن تصبح لاعب غولف محترف، في حين أن هناك العديد من الأمثلة للاعبي الغولف الذين نجحوا بدون تدريب، فقد تم تأكيد أن الجودة والتدريب المنظم مرارًا وتكرارًا يحسن أداء اللاعبين في جميع الرياضات وليس فقط الغولف. من الصعب القيام بالتدريب الذاتي بسبب شيء يسمى التحيز المعرفي حيث يبالغ جميع لاعبي الغولف في تقدير قدراتهم ومهاراتهم ولا يفكرون بشكل منطقي أو عقلاني باستخدام الأدلة عندما يتعلق الأمر بتحليل طريقة الغولف الخاصة بهم. أفضل اللاعبين في العالم لديهم مختصون يثقون بهم لمساعدتهم على تحسين أدائهم وقدراتهم.
التدريب هو وسيلة لتسريع تطورك كلاعب غولف، يتوفر مختصو التدريب المحترفين على التدريب والخبرة اللازمتين لتحسين لعبك فيمكنهم مساعدتك في تجنب الأخطاء و العوائق على طول الطريق، و سيساعدك التواصل المنتظم معهم على البقاء على المسار الصحيح والالتزام بالخطة.
إن تدريب لاعب الغولف على التحسن عملية معقدة ويجب أن تكون تقنية التدريب على جميع الضربات سليمة بما يكفي لإنتاج أنماط تسديدة يمكن التنبؤ بها ويمكن استخدامها في الجولات التنافسية كما يجب فهم وتطوير المهارات العقلية والتكتيكية للاعب ووضع خطة تدريبية وتنفيذها كما يجب إجراء التقييم الجسدي والحفاظ على قدرات الجسم أو تحسينه.
كيف تقارن نفسك بمحترفي الغولف؟ هل أنت على اتصال منتظم مع مدربك؟ أم أن تكرار التدريب الخاص بك مرة واحدة في الشهر أو أقل؟ كم مرة يشاهدك مدربك في الجولة التدريبية في البطولات.
الوقت
باستخدام المعلومات المذكورة أعلاه، وهي 40 ساعة في الأسبوع من التدريب المستمر، فإن الوقت المطلوب للتدريب بالنسبة لمعظم اللاعبين يمكن أن يكون أقل من عامين. في العديد من مناقشات اكتساب المهارات، ستسمع قاعدة 10000 ساعة / 10 سنوات. المهم من هذه القاعدة هو أن الساعات يجب أن تكون متعمدة وذات جودة كافية، لا يمكنك فقط عد الساعات إذا جاز التعبير. فاز تايجر وودز ببطولة الماسترز في سن 21 عاما، وبدأ لعبة الغولف في عمر ناهز السنتين ونصف، كان يفوز في بطولات بانتظام لمدة 15 عاما طوال هذه الرحلة. اتبع جوردان سبيث جدولا زمنيا مشابها رغم أنه بدأ المنافسة في وقت متأخر. حتى العبقري جريج نورمان أصبح محترفا بعد ست سنوات من بدء ممارسة اللعبة، على الرغم من أنه يعد وقتا قصيرا، فقد مارس نورمان قدرا كبيرا من التدريبات في تلك السنوات الست، وجلب معه سمات جسدية هائلة لتتبع العملية بسرعة.
السؤال الحقيقي هو، هل أنت مستعد لتصبح محترفا؟:
- لعب البطولات العادية
- الانخراط في ممارسة مستمرة لمدة تفوق 40 ساعة في الأسبوع
- قابلية التكيف والتدريب باستمرار
- تكرار العملية والالتزام بخطة لفترة طويلة من الزمن
الوقت هو العامل الحقيقي، 10 سنوات من الجهد غير المركز لن تجعلك أقرب إلى هدفك. لكن في غضون 10 سنوات أو أقل بجهد مركز ومتعمد ومستمر بالإضافة إلى مستويات معقولة من الموهبة والقدرة البدنية فيمكنك في هذه الفترة أن تصبح لاعب غولف محترف.